دبي، الإمارات العربية المتحدة – 12 يونيو 2024: استقبلت دبي 5.18 مليون زائر دولي خلال الربع الأول من العام 2024، بزيادة نسبتها 11% مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2023، والتي استضافت خلالها 4.67 مليون زائر، وذلك وفقاً لإحصاءات عن دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي.
وعزّز أداء دبي الاستثنائي حضورها العالمي، حيث استهلت عام 2024 بحصولها على لقب أفضل وجهة عالمية في جوائز اختيار المسافرين 2024 وفقاً لموقع “تريب أدفايزر”، لتكون أول مدينة في العالم تحقق هذا الإنجاز للعام الثالث على التوالي.
ويأتي ارتفاع عدد الزوار الدوليين خلال الربع الأول من العام الجاري نتيجة الاستراتيجيات الشاملة التي اعتمدتها الإمارة ونفذتها في عدد من الركائز الأساسية لقطاع السياحة، بما في ذلك الاستدامة، وريادة الأعمال، والابتكار، فضلاً عن مجموعة من العوامل الرئيسية الأخرى.
كما استضافت الإمارة مجموعة من الفعاليات المتخصصة الكبرى مثل: معرض ومؤتمر الصحة العربي، وجلفود، ومعرض دبي الدولي للقوارب. كذلك تم افتتاح عدد من الفنادق الجديدة، ومنها: فندق ذا لانا، أول فندق من مجموعة دورتشستر كوليكشن في الشرق الأوسط؛ وسيرو ون زعبيل، أول فندق للياقة البدنية في دبي، وماريوت ماركيز دبي، وفندق وشقق هيلتون كريك، فيما تحرص الإمارة باستمرار على تنويع عروضها بما يناسب جميع الميزانيات والأذواق، وذلك بالتوازي مع تطوير بنيتها التحتية عالمية المستوى، والارتقاء بالخدمات الاستثنائية التي تقدمها للزوار خلال جميع مراحل السفر والزيارة، فضلاً عن التعاون المستمر بين القطاعين الحكومي والخاص.
وأسهم النهج الذي تتبعه دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي بتنويع الأسواق، والمبني على استراتيجيات وفعاليات مخصصة في أكثر من 80 سوقاً، في ترسيخ مكانة الإمارة كأبرز وجهات السفر للزوار الدوليين من الأسواق الرئيسية التقليدية وكذلك الواعدة.
وشكلت منطقة أوروبا الغربية بين شهري يناير ومارس أكبر الأسواق المصدرة للزوار إلى دبي، حيث بلغ عدد الزوار القادمين منها 1.138 مليون زائر، أي ما يعادل 22 بالمئة من إجمالي عدد الزوار الذين استقبلتهم دبي من حول العالم خلال الربع الأول، تليها منطقة جنوب آسيا بعدد 869 ألف زائر لتمثل 17 بالمئة؛ ومنطقة رابطة الدول المستقلة وأوروبا الشرقية بعدد 817 ألف زائر لتمثل 16 بالمئة.
وحلّت منطقة دول مجلس التعاون الخليجي في المركز الرابع حيث استقبلت دبي منها 664 ألف زائر بما يمثل 13 بالمئة، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المركز الخامس، التي صدّرت 605 آلاف زائر وهو ما يمثل 12 بالمئة وبلغ عدد الزوار من منطقة دول شمال وجنوب شرق آسيا 470 ألف زائر بنسبة 9 بالمئة، تليها الأمريكيتان بعدد 344 ألف زائر بنسبة 7 بالمئة، بينما كانت حصة إفريقيا 202 ألف زائر بنسبة 4 بالمئة، وأسترالاسيا 70 ألف زائر بنسبة 1 بالمئة.
وشهد الربع الأول من العام الحالي أداءً قوياً للمنشآت الفندقية، حيث حافظت فنادق دبي على مستويات إشغال عالية، فقد بلغ متوسط نسبة الإشغال الفندقي 83 بالمئة، وهو إنجاز ملحوظ نظراً للزيادة الإجمالية بنسبة 2 بالمئة على أساس سنوي في عدد الغرف الفندقية، والذي تجاوز 152 ألف غرفة فيما ارتفع عدد ليالي الغرف المحجوزة بنسبة 2 بالمئة، ليصل إلى 11.2 مليون ليلة في نهاية الربع الأول من عام 2024، مقارنة بـ 10.98 مليون ليلة في عام 2023.
كما ارتفع معدل السعر اليومي للغرفة إلى 638 درهم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، مسجلاً زيادة ملحوظة بنسبة 5 بالمئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2023، في حين ازدادت العائدات من الغرف المتوفرة بنسبة 4 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، أي من 504 إلى 527 درهما.
ويشير هذا الأداء إلى حفاظ الفنادق في الإمارة على أسعار وعائدات تنافسية وسط مستويات إشغال عالية. وبلغت السعة الفندقية في دبي 152,162 غرفة في نهاية مارس، مقارنة بـ 148,877 غرفة في الفترة ذاتها من العام 2023، بينما وصل عدد المنشآت الفندقية إلى 832 منشأة مع نهاية الربع الأول من العام الجاري، مقارنة بـ 814 منشأة في الفترة ذاتها من العام الماضي.
وتحتضن المنشآت الفندقية في دبي من فئتي 4 نجوم و5 نجوم عدداً كبيراً من الغرف الفندقية يصل إجمالاً إلى 96,484 غرفة، وهو ما يمثل نسبةً كبيرة تبلغ 64 بالمئة من إجمالي الغرف الفندقية في الإمارة.
ويتراوح معدل إشغال هذه الغرف عادة بين 81 و84 بالمئة. وأما الفنادق من فئة نجمة إلى 3 نجوم فقد استحوذت على حصة 19 بالمئة من إجمالي الفنادق في دبي، حيث تضم هذه الفئة من الفنادق 29,100 غرفة مع معدل إشغال يبلغ 82 بالمئة.
وبالنسبة لإجمالي عدد الغرف المتوفرة في الشقق الفندقية فقد بلغ 26,578 غرفة بنهاية الربع الأول من العام الجاري. وحافظ القطاع على معدل إشغال قوي يتراوح ما بين 84 و85 بالمئة.
وتواصل دبي التزامها بدعم الاستدامة بمختلف جوانبها من خلال تعزيز المستهدفات العالمية والوطنية ذات الصلة، وذلك بالتزامن مع تمديد مبادرة عام الاستدامة لتشمل عام 2024. ويقوم قطاعا السياحة والضيافة بدور مهم بهذا الخصوص، من خلال إطلاق البرامج والمبادرات التي تعكس استراتيجية المنظومة السياحية للإمارة.
وتندرج أبرز المبادرات الرائدة تحت مظلة “دبي تبادر” للاستدامة، التي تشجع على استخدام العبوات القابلة لإعادة التعبئة من خلال 50 محطة مياه شرب نقية مجانية منتشرة في مواقع مختلفة من الإمارة.
وأسهمت هذه المبادرة بتخفيض استهلاك عبوات المياه البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد سعة 500 مل بنحو 18 مليون عبوة تقريباً خلال عامين من إطلاقها. ويبرز بين هذه المبادرات أيضاً مشروع “مشدّ دبي”، وهو أكبر مشاريع استزراع وإكثار الشعاب البحرية في العالم، ويأتي في إطار مساعي الإمارة لزيادة الثروة السمكية، ودعم الممارسات المستدامة لصيد الأسماك، وتعزيز التنوع الحيوي البحري حيث دشّن سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي المشروع مؤخرا بإطلاق الدفعة التمهيدية من وحدات الشعاب البحرية.
وتعمل دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي حالياً على توفير مسارات جديدة للنمو خارج إطار الأنماط السياحية التقليدية، وتركز جهودها في هذا الصدد على الاستثمار وريادة الأعمال واستقطاب المواهب والكفاءات العالمية.
وفي هذا السياق، توفر كلية دبي للسياحة، التابعة للدائرة، تدريبات مهنية وبرامج تعليمية من شأنها بناء فرق عمل تتمتع بالمهارات اللازمة لدعم نمو القطاع السياحي. كما توفر دبي لرواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة منصةً مخصصة لتسهيل إنشاء الشركات وتوسيعها.
بدورها، تقدم مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة الدعم المالي والإرشاد والموارد اللازمة لرواد الأعمال، في حين يبرز مركز “انطلاق” بكونه المبادرة الأولى في المنطقة المخصصة للشركات الناشئة العالمية المبدعة في قطاعات السياحة والسفر والطيران.
ويوفر قطاع المأكولات وفنون الطهي في دبي الكثير من الخيارات التي تلبي مختلف احتياجات وأذواق السكان والزوار على حدٍ سواء، كما تشهد عروض المطاعم في دبي توسعاً مستمراً لتكون بذلك إحدى ركائز استراتيجية السياحة في الإمارة، وترسخت مكانة دبي كعاصمة عالمية للمأكولات وفنون الطهي عقب إدراج 18 مطعماً يتخذون من دبي مقراً لهم ضمن قائمة أفضل 50 مطعماً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2024، حيث تصدّرت أربعة مطاعم ضمن الإمارة المراكز الأربعة الأولى في القائمة.
كما أثمر التوسع في قطاع الرحلات البحرية عن توفير مزايا وفوائد للإمارة. ففي شهر مارس الماضي، أقرّت الهيئات البحرية والسياحية في المنطقة تحالف “كروز أرابيا”، وهي شراكة استراتيجية تهدف إلى الترويج لمنطقة الخليج العربي بوصفها وجهة رائدة للسفن السياحية على مستوى العالم، والتي تتعاون مع مختلف الشركاء على تعزيز تجربة الرحلات البحرية للمسافرين، وجذب مزيدٍ من خطوط الرحلات البحرية، وتحسين البنية التحتية في الموانئ، ودفع عجلة النمو الاقتصادي في قطاع السياحة.
وأدت دبي دوراً محورياً في تحالف كروز أرابيا، من خلال العمل عن كثب مع الشركاء على توفير خدمات رحلات بحرية إقليمية متكاملة ومترابطة. وتواصل دبي تعزيز مكانتها كوجهة عالمية للترفيه واستقطاب الزوار الدوليين، مدعومةً بوجهات الجذب السياحي الجديدة وبرنامجها الحافل بالفعاليات على مدار العام، بما فيها الفعاليات الترفيهية والرياضية وفعاليات الأعمال.